إن علم الكالم منذ نشأته أصبح مثار جدل ومناقشة مستمرة إىل اآلن، وقد صار العلماء بني تأييده والدفاع عنه وذمه والتنفري منه إىل فرق ومذاهب. ويدور هذا البحث -أخذا يف اعاعتبار ما أسلفنا ذكره- حول معرفة موقف اإلمام الشافعي من علم الكالم. ويتكون هذا البحث من مقدمة لعرض مفهوم علم الكالم وعالقته بالعقيدة وثالثة مباحث. واملبحث األول يتناول القضايا العقدية وآراء سلفنا الصاحل فيها قبل اإلمام الشافعي. واملبحث الثاين يرتكز على إبراز موقف اإلمام الشافعي من علم الكالم لنعرف بالتحديد أي علم الكالم كان يقصده اإلمام الشافعي، و من مث ما إن كان اإلمام من مادحيه أو ناقديه. واملبحث الثالث خيتص بتربئة األشاعرة من علم الكالم املذموم. والبحث يف حتقيق أهدافه وإجناز مراده يعتمد على املناه الوصفية والنقدية واملقارنة. ومن خالل هذا البحث يتبني جليا ذم اإلمام الشافعي للفكر اليوناين الوافد و لكل ما تأثر به من فكر ومذاهب تصطدم مع ما تقرر من املسائل العقدية ىف القرآن والسنة، وهجومه العنيف على هذه الفرق، ودفاعه احلار ملا عليه أهل السنة واجلماعة من عقيدة قائمة على ما جاء يف القرآن الكرمي والسنة النبوية الصحيحة وف ه مه العقل السليم املؤيد بنور اهلل.