تعد قضية القدس عنصراً أساسياً لا يمكن تجاهله في مكونات القضية الفلسطينية، بل قد تمتد أهميتها لتطغى بالنسبة للفلسطينيين على أهمية الإنسان نفسه وبقاءه، لذلك كانت هي بوصلة الثورات والانتفاضات وقبلتهم، ورغم هذه الأهمية إلا أنها عانت من غياب وضبابية في تحديد مفهوم وشكل وجودها في أجندة الأحزاب الفلسطينية الرئيسية وعلى رأسها حركة فتح الممثلة للسلطة الفلسطينية، وانعكست هذه الضبابية على الخطاب الإعلامي الذي صاغته عبر وسائل اعلامها بشكل عام وعلى رأسها فضائية فلسطين، ليبدو أن القدس بالنسبة لها قد لا تنطلق من ثوابت، وإنما من محددات سياسية تخضع للتغيير والتأويل وإعادة القولبة، انطلاقاً من هذه النظرية يحاول هذا البحث تحليل التغطية الإخبارية والخطاب الإعلامي لدى فضائية فلسطين، وتحديد حجم اهتمامهما بموضوع القدس وقضاياها كماً ونوعاً، مستخدماً منهج تحليل المضمون كأداة بحثية، حيث أشارت النتائج إلى تباين واضح في التغطية الإعلامية في المواضيع المتعلقة بقضايا القدس ومستجداتها من حيث الوقت والقالب، حيث غلب على التغطية ردات الفعل والمناسبية في التغطية، مع ظهور واضح للمفاهيم والمفردات السياسية على تحديد مفهوم وشكل مدينة القدس من منطلق الاتفاقيات السياسية ما بين حركة فتح ودولة الاحتلال.