تناقش هذا البحث التجديد الذي قام به الأصوليون بطريق الأصالة، والذي قام به فريق من الباحثين بطريق الحداثة، وتكمن إشكالية البحث في السؤال الآتي: هل أصول الفقه بحاجة إلى التجديد؟ وهل دعاة تجديد أصول الفقه يريدون الأصالة أم الحداثة. أم الوسطية بين الأصالة والحداثة وماذا يقصدون من الأصالة والحداثة؟ والهدف من البحث: بيان مفهوم كل من التجديد والأصالة والحداثة وعلاقتهما بأصول الفقه. ومناقشة رأي دعاة التجديد هل يريدون الأصالة أم الحداثة مع بيان الرأي الراجح. والمنهج المتبع في البحث هو المنهج المقارن والمنهج التحليلي بين دعوى التجديد والعمل بالأصالة ودعوى التجديد والعمل بالحداثة. وقد توصل البحث إلى نتائج أهمها: أن الفرق بين ما قام به الأصوليون عن طريق الأصالة وما قام به الباحثون عن طريق الحداثة فرق جوهري، فالأولون يقصدون من التجديد البناء على ما وضعه الأوائل ومن ثمَّ تنقيته وتنقيحه من الشوائب وممن لا علاقة له بالأصول، أو تبسيطه وتسهيله للقارىء؛ بينما الحداثيون يقصدون بالتجديد عدم الاكتفاء بما وضعه الأوائل وفي الوقت نفسه عدم الالتزام به؛ لأنه وضع لزمانهم، وبتطور الزمان وتغيير المكان لابد من وضع أسس جديدة لأصول جديدة.