يتناول هذا البحث الحديث عن الوزير السلجوقي نظام الملك الطوسي وجهوده في حماية الأمن الفكري الإسلامي ومواجهة تحدياته من خلال التطرق إلى تأسيس المدارس النظامية كونها مشروع نهضوي يواجه باستراتيجيته وأهدافه أبرز التحديات التي هددت الأمن الفكري الإسلامي في القرن الخامس الهجري متمثلة في المد الشيعي وظاهرة التطرف الديني. ويهدف هذا البحث إلى بيان دور المؤسسات التعليمية والتربوية في ترسيخ العقيدة الإسلامية الصحيحة والحد من انتشار ظاهرتي التعصب والتطرف الفكري والديني دعما للأمن الفكري في القرن الخامس الهجري. استخدمت الباحثة المنهج التاريخي الوصفي حيث تضمن بيان الظروف الدينية والفكرية والأسباب التي دعت إلى تأسيس المدارس النظامية، وكذا المنهج التحليلي في توضيح الرؤى الفكرية والمذهبية التي أنيطت بتلك المدارس. وتظهر نتائج هذا البحث أن الهدف الأساسي من إنشاء المدارس النظامية هو تحقيق أمن فكري إسلامي من خلال إحياء دور السنة في حياة الأمة بالقضاء على الأفكار الشيعية والعمل على تقليص نفوذها ومناهضة كل الفرق المبتدعة من خلال النهوض بالحركة العلمية وتجديدها بما يتوافق مع حقيقة الدين الإسلامي ووسطيته.