تعدّ معرفة منهج عالم معيّن في كتاب ما أمرًا مهمًّا في فهم طريقته في التعامل مع أيّ قضية، لتكون طريقته موضع اهتمام واقتداء من قِبَل الكتّاب والدارسين فيما بعد. فهذه الدراسة تهدف إلى إبراز منهج الداعية الحركي والمفسّر الرائد سيّد قطب في تعامله مع الآيات المتعلقة بالسيرة النبوية من خلال تفسيره "في ظلال القرآن". والدراسة تتناول مسلك سيّد قطب في ثلاثة جوانب، وهي: تفسير آيات السيرة، وعرض أحداثها، واستنباط الدروس والعبر منها. وقد اتّبع الباحثون المنهج الوصفي لبيان تعريف السيرة النبوية وترجمة سيّد قطب؛ والمنهج التحليلي لاستخلاص منهج سيّد قطب في التفسير ومنهجه في التعامل مع آيات السيرة. وقد توصّلت الدراسة إلى عدة نتائج، أهمّها: جمع سيّد قطب بين منهج التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي في تفسير آيات السيرة. ولسيّد قطب طريقتان في عرض أحداث السيرة، هما؛ العرض التفصيلي والعرض الإجمالي، وله ثلاثة أهداف في ذلك، وهي: إيراد الأحداث لكونها أسباباً لنزول الآيات، والاستدلال بالأحداث في تفسير الآيات، وإيراد الأحداث لتصوير الجو الذي نزلت فيه الآيات واستحيائه. وأبرز اتّجاهات سيّد قطب في استنباط دروس السيرة وعبرها ما يلي: توظيف السيرة النبوية لمنهجه الحركي، واستخلاص الدروس في العقيدة، وإبرار حقائق الإسلام وتصوّراته، وتنزيل دروس السيرة وعبرها في الواقع.